معهد الكسبية


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

معهد الكسبية
معهد الكسبية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
معهد الكسبية

معهد الكسبية منتدى أخبار عامة وأخبار رياضية و أخبار علمية و أخبار سياسية

السلام عليكم و رحمة الله وبركاته أهلا وسهلا بكم في معهد الكسيبية أتمنى منكم المشاركة الفعالة معنا وتقديم الاقتراحات المفيدة لتطوير المعهد
الهدف من المعهد هو تقديم مالديك من افكار واهتمامات لتفيد غيرك وتستفيد منه

أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد! يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى

وقاحة الفتاة ( الضحية ) أدت إلى براءة مغتصبيها

اذهب الى الأسفل  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

abdo

abdo
عضو ذهبي
عضو ذهبي


وقاحة الفتاة ( الضحية ) أدت إلى براءة مغتصبيها





كانت الساعة تقترب من الثانية صباحاً حين طرق الحاجب مكتب الضابط المناوب ليلاً ليخبره أن فتاة معتدى عليها تنتظر في بهو القسم جاءت تتقدم بالشكوى.

لم يكن رئيس القسم يدري أنه أمام مشكلة ستكون لها أبعاد خطيرة تضعه في صدام مع المحامي.
كان منظر الفتاة يدع إلى الرثاء حقاً فثوبها ممزق وقميصها أيضاً وقد انحسر عن مساحة كبيرة من صدرها وبدت عليه أثار خدوش حمراء عميقة نازفة وشعرها أشعث، ودلالة الحال تنطق بلا نقاش أن الفتاة كانت في معركة حامية خرجت منها تواً.. جريمة الاغتصاب

أمام رئيس القسم روت الفتاة وأسمها ( نهلة ) ما جرى معها.. من أنها كانت تقف تحت جسر الشيراتون في دمشق تنتظر سيارة ( تكسي ) تنقلها إلى دارها في ( مساكن برزة البلد ) وإذ بسيارة تقف أمامها وتدعوها إلى الركوب، وكان في السيارة السائق الذي يقودها وإلى جانبه شخص آخر وكل اعتقادها أن هذا الشخص الذي يركب إلى جانب السائق هو راكب عادي...

ولكن الذي تبين لها ومن خلال الحديث الدائر أنهما صديقان ... ولم تدر أن السيارة التي أقلتها ليست سيارة عامة ( تكسي ) إلا بعد أن انحرفت عن الطريق المفترض أن تسلكه ولما استوضحت السائق اتضحت لها الصورة الجلية من أنها وقعت في كمين شابين يريدان أن يقضيان منها وطرا ..

ولما حاولت الهرب وفتح باب السيارة انطلقت السيارة بأقصى سرعتها وفوتت عليها الفرصة ولم تسعفها توسلاتها ولا دموعها ولا حتى تهديداتها بالشكوى إلى الشرطة ولما أدركت حياتها قد تكون في خطر حقيقي انكمشت على نفسها ترتعد خوفاً من مصيرها المجهول..

واخترقت السيارة طرقات الغوطة الرئيسية ثم مسالكها الترابية حتى وقفت أمام باب بستان كبير.. فطلبا منها أن تنزل وسارا بها وسط البستان إلى بناء صغير بسيط مؤلف من غرفة ومنافعها .. معدة أن تكون سكن للناطور.. وهناك أفهماها بأن لا جدوى من الصراخ مهما علا صوتها.. وأن ما من مغيث لها في الجوار لذا علها أن تكون هادئة ومهذبة ومتعاونة .. وشرعا يخلعان ثيابهما ويعدان نفسيهما لما عقدا العزم عليه.

ولما اقترب أحدهما منها يحثها على خلع ملابسها رفضت.. ولما عاود ثانية دفعته وحاولت أن تولي هاربة ... ولكنهما قفزا معاً وأمسكا بها عند الباب، وتولى أحدهما إخماد حركتها المتمردة الرافضة لتمكين الثاني من قضاء ما يريد وتناوبا اغتصابها وعندما انتهيا قام أحدهما بعصب عينيها، ثم أركباها السيارة وتعمدا التعرج في الطريق ثم أنزلاها في مكان ليس بعيد عن الطريق العام وولى هاربين.

مكان الجريمة فضح المغتصبين

حاول رئيس القسم أن يتلمس من خلال إفادتها معالم شخصية كل من هذين المجرمين فأفادته أن الذي بقي في ذهنها أن أحدهما يدعى مروان والثاني شهاب، وأنها سمعت أيضاً أحدهما يقول للآخر ( سر إلى الأمام قليلاً ثم انعطف يميتاً إلى بستان الباشا).

وبستان الباشا معلم حقيقي في الغوطة لا يتوه عنه أحد.. عندما سألها رئيس القسم، إن كان بمقدورها الاستدلال على مكان الجريمة، إن أوصلها على بستان الباشا فأجابت: إن الصدمة القوية أضعفت ذاكرتها ومع ذلك ستحاول، وما إن بزغت خيوط الفجر الأولى حتى كان رجال المباحث يهتدون إلى مكان البستان الذي وقعت فيه الجريمة، ومن هناك توصل رجال المباحث بشيء من المتابعة المضنية إلى إلقاء القبض على كل من مروان وشهاب، كان البستان ملكاً لوالد مروان... والسيارة ملكاً لوالد شهاب... وكل منهما شاب ضائع في هذه الحياة..


اعتراف ثم إنكار

بعد ذلك أوعز رئيس القسم إلى العناصر أن تباشر التحقيق مع كل من مروان وشهاب ووضعهما العناصر أمام خيار واحد هو الاعتراف بتفاصيل الجريمة وإلا فالخيار الآخر هو الاستعانة بالمساعد ( جميل ) وبأدواته في فن الإقناع، وعندما لم يعترفا طواعية تولى المساعد جميل التحقيق معهما فاعترفا اعترافاً صريحاً

أمام هذا الاعتراف... لم يبق لرئيس القسم إلا أن يعلم رئيس النيابة بالأمر ليحضر ويقوم الموقوفان بتمثيل جريمتهما أمام وسائل الإعلام ورجال القضاء والتحقيق ولكنهما عندما مثلا أمامه عادا وأنكرا كل ما اعترفا به وأخذا يقسمان له أن ما قالاه ليس اعترافاً بالمعنى الصحيح.. وإنما هي إفادات تم انتزاعها بالقوة.

أنكر كل من مروان وشهاب مزاعم ( نهلة ) وأنها لفقت القصة كونها مومساً محترفة، تصطاد من الشوارع الزبائن واعترفا أنهما اصطحباها دون ضغط أو إكراه وأنهما اختلفا معها على الثمن ولم يدفعا لها ما طلبته.

وفي صباح اليوم التالي كان والدا مروان وشهاب يطرقان باب منزل المحامي يخبرانه عما حل بولديهما... وأنهما موقوفان في قسم الشرطة، تردد المحامي قليلاً في قبول هذه المهمة لأنه يعرف مسبقاً أن أقسام الشرطة لا ترحب بتدخل المحامي، وتحت وطأة توسل الرجلين قرر المحامي زيارة رئيس القسم.


تناقض في أقوال الضحية

في قسم الشرطة ومن خلال كلام المحامي الهادئ استطاع أن يتجاوز مع رئيس القسم حول تفاصيل الجريمة ومن خلال استعراض أقوال ( نهلة ) اتضح أنها طالبة جامعية وتعمل موظفة أيضاً في دائرة حكومية، وسأل المحامي رئيس القسم: هل من المعقول أو المقبول منطقياً أن تركب نهلة السيارة مع الشابين ظناً منها أنها سيارة ( تكسي ) علماً أن سيارة التاكسي مميزة بشارتها وعدادها واللوحات التي تحملها... وأخيراً وليس آخراً لونها الموحد الأصفر الفاقع؟.

أمام ذلك أعاد رئيس القسم مواجهة ( نهلة ) بالمتهمين بعدها اضطرت ( نهلة ) وبصعوبة شديدة وتردد الاعتراف أنها ركبت السيارة معهما طواعية في السيارة وهي تعلم أنها ليست سيارة عامة ( تكسي ) ولكن ليس لأي غرض سيئ آخر سوى أنهما عرضا عليها أن يوصلاها إلى منزلها في مساكن برزة ظناً منها أن ما يفعلاه مجرد نخوة، إلا أنهما قاداها إلى البستان وقاما باغتصابها على النحو الذي ذكرته بإفادتها آنفاً.

بهذا التعديل الذي طرأ على إفادة نهلة أصبحت الرواية أكثر تماسكاً وأكثر إقناعاً، الأمر الذي عقد الموقف على المحامي ودفع برئيس القسم إلى الشماتة به وبأسلوبه في التحقيق..

ولكن المحامي لم ييأس من المحاولة... قناعة منه أن نهلة تكذب بإتقان شديد وأن حكاية الخطف والاعتداء مجرد تلفيق كما أن تصرفاتها وتفاصيل سردها لما جرى تجاوز حدود الجرأة إلى الوقاحة بما لا يتفق مع كونها طالبة جامعية وموظفة، الأمر الذي يؤكد أنها صاحبة تجارب سابقة حتى ولو لم يكـن لها بعد أسبقـيات محفوظة في ( الشعبة الأخلاقية ) ولكن كيف السبيل إلى إثبات ذلك وقبل أن يفوت الأوان وقبل أن يحال المتهمان إلى النيابة العامة.


دليل البراءة

خرج المحامي من مكتب رئيس القسم محبطاً ويائساً وأثناء توجهه إلى الخارج وجد ( نهلة ) تشارك رجل شرطة الشاي ويدور بينهم حديث ودي ملحوظ فتريث في مشيته قليلاً ثم توقف وأخذ يراقب وجهها وسألها بلهجة ودية هادئة عمن أحدث في وجهها ورقبتها هذه الخدوش الدامية مروان أم شهاب؟ فأجابت بلهجة لا تخلو من التهكم والاستفزاز كلاهما يا أستاذ؟

وبدأت تكشف عن ساعديها... وعن فخذيها دون تردد من خجل أو حياء لتريه ما فعلاه بها، فأظهر المحامي تعاطفاً مفتعلاً معها وأبدى آسفه لما وقع لها، ثم اقترب وبدأ يتفحص آثار الخدوش واهتمام لم تفهم الشاكية أسبابه في حينه.

ثم كمن تذكر شيئاً عاد إلى مكتب رئيس القسم الذي استغرب عودته فالقضية منتهية ولا غبار على أن المتهمين مذنبان حتى العظم فلماذا إصراره على تبرئتهما.

وحاول المحامي إقناعه بأنهما يعملان في اتجاه واحد هو المساعدة على كشف الحقيقة، وأن من حق أي متهم الاستعانة بمحام وأن القانون أجاز حضور المحامي أمام النيابة العامة، والشرطة ما هي إلا ضابطة عدلية تتبع النيابة.

كل هذا الكلام لم يقنع رئيس القسم بضرورة وجود المحامي ، فلم يجد هذا الاخير بداً من أن يكون أكثر جرأة فانتصب واقفاً وقال: أرجوك أن تفهمني يا سيادة رئيس القسم فأنا أحملك مسؤولية توقيف هذين الشابين ومسؤولية الطريقة التي تم فيها استجوابهما، فلا جريمة في هذه القضية إطلاقاً... واعترافهما كان منتزعاً بطريقة لا يقرها القانون وبصراحة أطلب إحالتهما إلى الطبيب الشرعي..

وهنا استرخى رئيس القسم في كرسيه الفخم الدوار وبدأ ينقر بمسطرة طويلة على الطاولة بين حين وآخر وقال وبسخرية مريرة: كيف تقول يا أستاذ لا جريمة في هذه القضية..؟

ثم تبدلت لهجته إلى ثورة وغضب: إنها جريمة اغتصاب... اعتداء... خطف... إنها جناية وعقوبتها أكثر من سبع سنوات أشغال شاقة ..

ثم هدأت ثورته قليلاً وقال: ألم تر ما تركه الجناة على وجه الفتاة ورقبتها وصدرها... ماذا تريد دليلاً وإثباتاً أكثر من ذلك

فقال المحامي لهذا فأنا أطلب منك خطياً يا سيادة رئيس القسم أن تحيل الشاكية إلى المخبر الجنائي لفحص ما تحت الأظافر فوراً وقبل زوال الأثر..

بعد ساعتين... ورد تقرير المخبر الجنائي ويفيد بوجود بقايا خلايا لحمية مجهرية تعود إلى ذات الخدوش التي تركتها أظافر الشاكية نفسها على وجهها وصدرها ورقبتها وتتفق اتجاهات الخدوش مع حركة يد الشاكية.

ولما انتهى رئيس القسم من قراءة التقرير انتصب المحامي واقفاً وقال له: ألم أقل لك أن كلاً منا يقف إلى جانب الآخر وفي خندق واحد.


قصة مقتبسة من البرنامج الشهير "حكم العدالة "


سيريانيوز

الرجوع الى أعلى الصفحة  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى